ما قدر الله حق قدره من عبد غيره معه
يقول رحمه الله بعد أن ذكر الآيتين السابقتين: "فما قدر الله حق قدره من عبد غيره معه ممن لا يقدر على خلق أضعف حيوان وأصغره، وإن سلبه الذباب شيئاً مما عليه لم يقدر على استنقاذه منه، وقال تعالى: ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ))[الزمر:67]".
وهذه الآية قرأها النبي صلى الله عليه وسلم عندما دعاه حبر اليهود وقال له: {إن الله يضع الأرض على إصبع والجبال على إصبع -سبحانه وتعالى- فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقاً لقول الحبر -وإقراراً له- وقرأ: ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ))[الزمر:67]} أبعد هذا يعبد أحد من دونه؟! إنساناً كان أو حجراً أو شجراً أو قبراً؟! سبحان الله عما يشركون!